مهمة المدرس الحديث

 

مهمة المدرس الحديث


مقدمــة:

 لم تعد مهمة المدرس مقصورة على الشرح وإلقاء وإتباع الأساليب التقليدية في التدريس ، بل أصبحت مسئوليتها الأولى هي رسم مخطط للإستراتيجية الدرس تعمل فيها طرق التدريس والوسائل التعليمية لتحقيق أهداف محددة مع الأخذ في الاعتبار جميع العناصر التي تؤثر في هذا الاستراتيجية التعليمية مثل ( إعداد الحجرات الخاصة بالدراسة ، طريقة تجميع التلاميذ ، طريقة تقبل التلاميذ . .. الخ .


مهمة المدرس الحديث





وفي الآونة الأخيرة تردد على أسماع المعلمين وغيرهم من العلمين في الأوساط التربوية مصطلح جديد يرتبط بالوسائل التعليمية وهو مصطلح (( تكنولوجيا التعليم )) أو ( تقنيان التعليم ) فالمعلم الذي يتفاعل مع البيئة المدرسية مستخدم الأدوات أو الآلات التعليمية لتطويع المواد التعليمية الموجودة في المدرسة والاستفادة منها في تعليم طلابه ، يقال أنها يستخدم ( تقنيات التعليم ) ، فماذا يعني هذا المصطلح الذي صار يتردد على مسامعنا بصورة مطاردة على وجه التحديد ؟

مهمة المدرس الحديث



لقد أنتشر مصطلح تقنيات التعليم منذ نحو عقدين من الزمن أو أكثر قليلاً ، واستخدام هذا المصطلح في أحيان كثيرة ، ليحل محل مصطلحات الوسائل التعليمية أو الوسائل السمعية البصرية أو الوسائل المعينة ، إلى درجة أنها قد تغلبت على تفكير كثير من المعلمين والمشتغلين في مجال التربية و المصطلح هو رغبة المربين في تطوير مصطلح الوسائل التعليمية أو الوسائل السمعية أو الوسائل البصرية لتتماشى مع الوسائل التعليمية الحديثة ، التي أمكن التوصل إليها نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي الناتج عن تطبيق المعارف العلمية المتقدمة / في مجال صناعة الأجهزة والمواد التعليمية خاصة في ميادين الكمبيوتر والإذاعة والتلفزيون وأجهزة العرض .

أ.د. سعيد جابر المنوفي

  مفهوم عملية التدريس :


1- مصطلح التدريس في الإطار التقليدي :

التدريس هو ما يقوم به المعلم من نشاط ، يهدف إلى نقل المعارف إلى عقول التلاميذ. ويتميز دور المعلم هنا بالإيجابية ، ودور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان ، بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة ، أو إبداء الرأي ، لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ . إلا أن هذا المفهوم التقليدي لعملية التدريس كان سائداً قديماً ، ولم يعد مفيداً في وقت حدث فيه تطورات كثيرة في التربية وفي علم النفس وفي كل فروع المعرفة ومجالات الحياة مما أوجد مفهوماً جديداً للتدريس. أ.د. سعيد جابر المنوفي         

مهمة المدرس الحديث



             2- مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر :

التدريس المعاصر ـ بالإضافة لكونه علماً تطبيقياً انتقائياً متطوراً ـ هو عملية تربوية هادفة وشاملة، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المكونة لعمليتي التعليم والتعلم، ويتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ، والإدارة المدرسية، والغرف الصفية، والأسرة والمجتمع، لتحقيق ما يسمى بالأهداف التربوية، وبالإضافة إلى ذلك فالتدريس يعتبر عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر والحواس والعاطفة واللغة.

والتدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحيق أهداف معينة، ومعنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبياً في موقفه ـ كما لاحظنا في التدريس التقليدي ـ إذ أنه يأتي إلى المدرسة مزوداً بخبرات عديدة، كما أن لديه تساؤلات متنوعة تحتاج إلى إجابات. فالتلميذ يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتعلم، وهو في حاجة أيضاً إلى تعلم مهارات القراءة والاستماع، والنقد، وإصدار الأحكام.

ويجب أن ننظر إلى الموقف التدريسي على نحو كلى، باعتبار أنه يضم عوامل عديدة تتمثل في : المعلم، والتلاميذ، والأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس، والمادة الدراسية، والزمن المتاح، والمكان المخصص للدرس، وما يستخدمه المعلم من طرائق للتدريس، إلى جانب العلاقة ـ التي ينبغي أن تكن وثيقة ـ بين المدرسة والبيت، والمحيط الاجتماعي الذي ينتمي له التلميذ.

مهمة المدرس الحديث














المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق

قد يعجبك أيضا